احلام اليقظة: رحلة النمو والإلهام في عالم الإبداع
احلام اليقظة عبارة عن استحضار العقل لأحداث معينة ونسج سيناريوهات معينة أثناء اليقظة، الجدير بالذكر أن تلك الأحلام تساعد على خروج الشخص من واقعه الى عالم أخر من نسج خياله يستطيع من خلاله تحقيق طموحاته وخوض الكثير من التجارب والانفعالات، لذلك تم اكتشاف نسبة كبيرة ممن يعانون من تلك الحالة عن قصد وذلك بسبب معاناتهم من الضغوط النفسية وعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية.
ما هي احلام اليقظة
يمكن تعريف ذلك النوع من الأحلام على أنه، القدرة على التغلب على العقبات والمشاكل في العالم الافتراضي الذي نسجه الشخص له، مما يترتب عليه شعوره بحالة نفسية جيدة، حيث تم اكتشاف أن ذلك التوع من الأحلام يدور حول الأحداث اليومية التي خاضها الشخص نفسه.
الجدير بالذكر أن الأحلام تعد وسيلة فعالة لكسر الرتابة والملل التي تعاني منها فئات كثيرة، بالإضافة إلى أنها علاج فعال لأمراض معينة، برغم ذلك قضاء وقت طويل بعيدًا عن الواقع قد تعرض الشخص إلى فقدان التركيز وإهمال دراسته وواجباته وعدم قدرته على التكيف مع حياته الواقعية.
كما أن الاستغراق في الأحلام طيلة اليوم يؤدي الى نتائج عكسية غير مرغوب بها، منها عدم القدرة على التركيز سواء أثناء الدراسة أو العمل، مما يترتب عليه عدم تحقيق أي إنجاز على ارض الواقع، كذلك الابتعاد عن المناسبات الاجتماعية والتعرض الدائم للنسيان بصورة ملحوظة والتكاسل في أداء المهام اليومية بسبب عدم التركيز والنوم بالإضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب أو نقص الانتباه أو النشاط الزائد.
معنى احلام اليقظة
وفقًا للدراسات التي أجراها “دكتور ميريان” المتخصص في طب الأعصاب نجد أن تلك الأحلام تتم من خلال ربط الدماغ الأحداث بالماضي بالأحداث الحالية للتمكن من تخيل الصورة المستقبلية، لذلك نجد البعض يستغرقون ساعات طويلة في التخيل والحياة في الواقع الافتراضي الذي نسجه الدماغ.
لذلك نجد أن المستغرقين في تلك الأحلام تظهر على وجوههم تعابير مختلفة بالإضافة إلى القيام ببعض الحركات بشكل لا إرادي، مما يجعل من الصعب على فئات كثيرة الخروج من هذه الحالة وقضاء عدد كبير من الساعات في التخيل.
وظائف أحلام اليقظة
من خلال الدراسات التي أجريت على هذا النوع من الأحلام وجد أن:
- تلك الأحلام قد تكون مصدر الهام لأفكار إبداعية كما يحدث مع الكتاب والمؤلفين على سبيل المثال
- الأحلام أثناء وقت الاستيقاظ تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك يقوم الشخص بتقييم تجاربه السابقة والحالية مما يتيح له اتخاذ القرارات الصائبة
- القدرة على توقع الأحداث المستقبلية بناء على الخبرات السابقة لصاحب المشكلة
- إمكانية إضفاء بعض المؤثرات على تجارب ذلك الشخص مما يشبعه نفسيًا
أنواع أحلام اليقظة
أحلام إيجابية تتسم بتحفيز الذات على تحقيق الأهداف حيث تم اكتشاف أن ذلك النوع من الأحلام يساعد على إيجاد حلول عملية للمشاكل، مما يترتب عليه التغلب عليها والمضي قدما نحو تحقيق الهدف المنشود، بالتالي لوحظ أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بالاستقرار النفسي.
كما أن هناك أحلام غير مجدية أو كما يطلق عليها سلبية وذلك لأنها تسيطر على العقل لفترات طويلة من الوقت، مما يترتب عليه الانفصال عن الحياة الواقعية والتأثر بالأفكار السلبية التي تسيطر على المريض مما يؤدي الى حاجته للعلاج النفسي.
فوائد أحلام اليقظة
يمكن أن يستفيد الإنسان من الاستغراق في الأحلام أثناء اليقظة، كما سنوضح فيما يلي:
- تقوية الذاكرة حيث هناك رابط قوي بين الخوض في تلك الأحلام وبين عمل الذاكرة وذلك وفقًا للأبحاث الخاصة بجامعة “ويسكونسن”
- المحافظة على الصحة حيث شبه الباحثين تلك الأحلام بالتنويم المغناطيسي مما يترتب عليه التخلص من التوتر والحصول على قسط كبير من النوم
- تولد الكثير من الأفكار الإبداعية مما يساعد على تنفيذها في الحياة الواقعية للوصول للأهداف المرجوة
- القدرة على إيجاد حلول فعالة وعبقرية للمشاكل التي تعتري الإنسان عند استغراقه في الخيال والأحلام أثناء الاستيقاظ
- منح الدماغ صحة جيدة وراحة وذلك لأنه يتضمن شقين شق عاطفي وأخر عملي يستخدم في اتخاذ القرارات
أسباب أحلام اليقظة
الإفراط في ذلك النوع من الأحلام له أسباب مختلفة نوضحها فيما يلي:
- التعرض الدائم للتنمر وخوض تجارب صعبة في الصغر أحد أسباب الإفراط في تلك الأحلام
- الشعور بعدم ثقة في النفس يؤدي الى تخيل الحياة التي يرغب بها الإنسان، مما يترتب عليه قضاء وقت أطول
- شعور الإنسان بالنقص بسبب تعرضه لإعاقة جسدية يجعله يهرب من واقعه عن طريق الاستغراق في التخيل
- سيطرة بعض الأفكار على الإنسان مما يجعله يلجأ للأحلام لتحقيقها في عالمه الافتراضي
طرق علاج أحلام اليقظة
تختلف طريقة العلاج حسب حالة المريض وسنه كما سنوضح فيما يلي:
- بالنسبة للأطفال يجب منحهم الوقت الكافي للبوح بمشاكلهم والتعبير عن مشاعرهم بحرية للحد من تلك الأحلام
- منح الأطفال الاستقرار النفسي وذلك بتوفير جو أسرى يسوده المودة والاحترام، مما ينعكس ذلك بالإيجاب على الطفل
- أما بالنسبة للبالغين يجب الاستعانة بمتخصصين للتغلب على التجارب السيئة التي خاضها على أرض الواقع
- عمل جدول يومي يساعد على إتمام المهام بطريقة منظمة وبسرعة مما يساهم في تقليل الوقت المستغرق في هذه الأحلام
ينتاب الإنسان الطبيعي أحلام يقظة كل فترة يمكن من خلالها تحقيق الطموحات والأهداف المرجو الوصول إليها، الجدير بالذكر أن الاستغراق في تلك الأحلام لفترات طويلة يؤدي إلى نتائج عكسية، لذلك يجب خضوع الشخص للفحص للتعرف على أسباب المشكلة ومعالجتها قبل تفاقم الوضع.